الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد المنتدى التونسي الثاني للعلوم الإنسانية والاجتماعية يناقش تحديات التحول الرقمي وآفاق التنمية المستدامة بالحمامات

نشر في  29 ديسمبر 2025  (12:16)

انطلقت فعاليات المنتدى التونسي الثاني للعلوم الإنسانية والاجتماعية من تنظيم مجلس التعاون العلمي العربي بمشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والخبراء من تونس وعدد من الدول العربية، تحت شعار: «العلوم الإنسانية والاجتماعية بين تحديات التحول الرقمي وفرص تحقيق التنمية المستدامة»، في تظاهرة علمية تهدف إلى تعميق النقاش الأكاديمي حول موقع هذه العلوم ودورها في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.

وأكد المتدخلون في الجلسة الافتتاحية أن انعقاد هذا المنتدى يأتي في سياق عالمي يتّسم بتسارع التحول الرقمي، وما يرافقه من تغيّر عميق في أنماط التفكير وأساليب التواصل وطرائق إنتاج المعرفة، وهو ما يفرض على المؤسسات الجامعية والبحثية إعادة النظر في مناهجها ومقارباتها، وتعزيز البعد الإنساني والاجتماعي في فهم هذه التحولات وتوجيهها. 

وفي كلمته الافتتاحية، شدّد رئيس مجلس التعاون العلمي العربي للدكتور هشام القاضي على أن العلوم الإنسانية والاجتماعية تمثل رافعة أساسية لفهم التحولات الرقمية، ليس فقط من زاوية تقنية، بل من خلال تحليل انعكاساتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بما يضمن أن يكون هذا التحول في خدمة الإنسان وقيم العدالة والتوازن والاستدامة.

وأوضح أن التحول الرقمي لا يمكن أن ينجح دون مقاربات متعددة الاختصاصات، تراعي الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية، مؤكداً أن الرهان الحقيقي يتمثل في بناء معرفة علمية قادرة على مواكبة العصر الرقمي والمساهمة الفعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما أبرز الدور المحوري للبحث العلمي البيني في إيجاد حلول واقعية للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية، لا سيما في مجالات التعليم، والتشغيل، والحوكمة، والبيئة، والعدالة الاجتماعية، معتبراً أن هذا المنتدى يشكّل فضاءً علمياً هاماً لتبادل الأفكار والخبرات، وتجديد مناهج البحث، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمخابر البحثية العربية.

وفي إطار دعم الانفتاح الأكاديمي الإقليمي، تم التذكير بمشاركة الجامعات التونسية مؤخراً في أشغال الملتقى الحضوري السابع للجامعات الحدودية التونسية – الجزائرية بمدينة سوق أهراس بالجزائر، وهي مشاركة تعكس حرص الجامعة على توطيد علاقات التعاون العلمي، والانخراط الفاعل في النقاشات الأكاديمية المشتركة حول قضايا البحث العلمي والتنمية. وقد تضمن برنامج المنتدى عدداً من الجلسات العلمية وورشات العمل التي ناقشت قضايا محورية، من بينها التحول الرقمي في البحث العلمي، وتحديات الذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية، وأخلاقيات البحث في العصر الرقمي، إضافة إلى دور السياسات العمومية في دعم البحث العلمي وتحقيق العدالة الرقمية.

وفي ختام التظاهرة، عبّر المنظمون عن أملهم في أن تفضي أشغال المنتدى إلى توصيات عملية من شأنها الإسهام في تطوير البحث العلمي، وتعزيز دور العلوم الإنسانية والاجتماعية في مواكبة التحولات الرقمية وخدمة المجتمعات العربية، مع التأكيد على مواصلة تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية دعماً للحوار الأكاديمي والتعاون العربي المشترك.

عيادي